الخميس، 23 ديسمبر 2010

ملائكة مع وقف التنفيذ.....

يوم موشوم في الذاكرة , كان ذاك يوم البارحة , إنتشلني صوت الهاتف من إعتكافي هذه الأيام على السيرة الذاتية لمحمد شكري  الخبز الحافي , في الطرف الاخر صديق عزيز علي , جاء صوته معاتبا لعدم زيارته و السؤال عن أحواله , إعتذرت بلباقة , و تذرعت بظروف الحياة و الدراسة و العمل ,
أخذت أول سيارة أجرة , مدينته لا تبعد عن مدينتي الساحلية سوى ب 10 كلم , بعد 25 دقيقة كنا سويا نرتشق شايا منعنعا على الطريقة المغربية زاده بهاء الجبال أمامنا روعة ,
لم نشعر بالوقت, رنين هاتفه الوحيد الذي إنتشلنا من سحر المكان على ما يبدوا على الطرف الاخر كانت حبيبته معاتبة إياه على تأخره , هممت بتوديعه , لاكنه أبى إلا أن أرافقه متدرعا بأن العمل الذي سوف أقوم به سوف يدخل البهجة في أعماقي و ينتشلني من حزني , لا أعلم لاكن صديقي دائما ما يقرأ دواخل نفسي له القدرة على سواه من الأصدقاء ,
في الطريق أخذ يشتري بيسكوي و غير ذالك , مازحته قائلا متى أصبح لك أطفال دون علمنا , أجاب مع مسحة من الجدية إنهم أولاد مجتمعنا القاصي الذي لا يرحم .
في الطابق الرابع إستقبلتنا فتاة في عقدها التلاثين ببشاشة مرحبة بنا , سألها صديقي مازحا أين أولاده , فأجابته ببسمة إنهم نائمون , ألح عليها في إيقاظهم  , 5 ذكور و طفلتين , ملائكة على الأرض , في خجل تقدموا للسلام علي , بعد دردشة قليلة حان وقت المذاكرة ,
لا أعلم كيف مر الوقت و حانت لحظة توديعهم ,
في الطريق أمطرت صديقي بوابل من الأسئلة  فقال لي رويدك سوف أجيبك , ببساطة إنهم أطفال تم التخلي عنهم , لا أخفيكم الألم الذي إعتصر قلبي في تلك اللحظة , و تذكرت كل الشعارات الفارغة من هنا و هناك عن الرحمة في قلوبنا , أي رحمة تكون في قلب طاوع صاحبه في ترك فلذة كبده على قارعة الطريق