الأربعاء، 7 أبريل 2010

مواعيد في طنجة ( أرشيف الذكريات )

طنجة ,  تلاحقني الذكريات تباعا كلما وطئت قدماي ترابها , أو هب في البال عليلها , أو ساقني الشوق بقدمي إليها , أحن إليها رغما عني و عنها , أرتادها بتوب الطهراء أحيانا ,  و أحيانا تلبسني توبها المدنس بخمر ليلها و رائحة سكراها , بالرغم مني ومنها أعشقها .
 في أحد أيامها الماطرة زارها صديق لي من فنزويلا ... لم يخبرني بمجيئه إلا بعد يوم من وصوله ... وحين أخبرني أحسست في نبرته بنوع من الخيبة , بحيث لطالما أخبرته عن سحر طنجة و أساطيرها , و عن مفرق بحريها و جلال قدرها و أبهة إطلالتها , عن تعايش الثقافات فيها , فأجابني بنبرة ساخرة أنت في قمقم علاء الدين .
أخذت يوم راحة , و إلتحقت بصديقي الغريب ... التائه , رحبت به بحرارة و إنطلقنا بدون مقدمات ,
هائمين على وجوهنا  بين ازقتها الضيقة , نرتشق كؤس الشاي المنعنعة متى حل بنا التعب , و الشاي في طنجة لا يحلو إلا في مقهى الحافة و أنت تراقب مضيق جبل طارق , كفم عملاق يبتلع باخرة تلوى أخرى  و يلفظها  بعد  أن يجردها من حمولتها , يتبع .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق